الأدب العربيّ وتحدّيات الحداثة: بين أزمة الشعر وندرة الخيال العلميّ في الرواية
Résumé
لم يخلُ عصرٌ من ملامح الإشكالية بين الأدب وما تفرضه المتغيرات الحياتية عليه، فيعمل الأدباء والنقّاد على امتصاص صدمة الوافد أو الدخيل الطارئ مطوّعين إيّاه حينًا، ويستسلمون له ذائبين في بحاره حينًا، أو يرفضون الاعتراف به فيتقوقعون في صدفة الموروث والماضي بحجّة الدفاع عن التراث والهويّة.
وأكثر ما تتجلّى صور هذه الإشكالية اليوم، في ركني الأدب العربيّ الأساسيين، وهما الشعر والفنّ الروائي، إذ يعاني الشعراء والروائيون كثيرًا، من عدم القدرة على استيعاب ما يحيط بهم من غزو وعولمة ومحاولة ردّ هجمة الاستلاب الثقافي والفكري... وعلى الرّغم من أنّ هذه القضية شهدتها العصور الأدبيّة السابقة، إلا أنّ السابقين استطاعوا أن يخلقوا لغتهم التي صمدت في وجه الرياح المتعددة التي هبّت بين مرحلة وأخرى على عالمنا العربيّ مقتلعة ما يقف في وجهها. وأبرز ما نلاحظه اليوم، هو ما يعاني منه الشعراء والروائيون من أزمة، تجعل معظمهم يجترّ ما لديه من مخزون ثقافي وأدبيّ، شاكيًا ما شكاه كبار الشعراء القدماء من نضوب في الموضوعات. فكيف تتجلّى الأزمة شعريًّا وروائيًّا؟